الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

616: تطبيقات نوعية من الألعاب للأطفال

 



إذا كانت الغرائز تولد مع الطفل، فإن التربية والتنشئة هي وليدة الوسط المحيط، وتشكّل نافذة تواصل أمام  الأسرة والهيئات التربوية لتنشئة الجيل ومحاولة كبح وتحييد غرائزه، لاستبدالها بالقيم الفاضلة وزيادة المعرفة. هذا من الناحية النظرية. أما من الناحية العملية فإن التربية هي رهينة الخلل الناتج عن تفاوت التطور المادي بين الأمم، وبالتالي قدرة الدول الصناعية على فرض طرقها وقيمها المادية على الأمم الأخرى.

هذا ما يحصل منذ نصف قرن مضى وحتى الآن. أما اليوم ومع حلول وسائل إعلامية جديدة محل التلفاز، فإن قواعد اللعبة بدأت بالتغير، حيث برزت الحاجة لصياغة قواعد جديدة أمام كم هائل من المعلومات في متناول الجميع، ومن ضمنهم الأطفال. ومع الانتقادات الشديدة من القائمين على تنشئة الأجيال إلى الأجهزة الذكية ومحتوياتها، حيث تولي الشركات المنتجة اهتمامها كلياً للثبات والتفوق في السوق، فإن رد الشركات الإيجابي بدأ يصل مع التطبيقات المستخدمة على الأجهزة الذكية، التي تراعي النواحي التربوية والتعليمية.

فقد صممت  شركة Osmo الأمريكية بعض التطبيقات مثل Words App وTangram App وNewton App التي تساعد الطفل على اللعب بالأشياء الحقيقية والتفاعل مع ألعاب الشاشة بشكل أفضل، وتجاوز الألعاب الرقمية التي يؤدي تفاعل الأطفال معها إلى الاقتصار على استخدام نواحي محددة من الدماغ دون غيرها، مما يشكل اضطراباً في النمو  على المدى الطويل. يعتمد تطبيق Tangram App على تجميع قطع متفرقة من الرسوم بالاعتماد على صور تُعرض على الشاشة، حيث تظهر رسالة "مرحى" عند النجاح في تجميعها بشكل صحيح، علماً أن التطبيقات المذكورة تقدم مجاناً، وتكلف ملحقاتها ٧٩ دولاراً.


في حين تقدم  شركة Tiggly تطبيقات تعمل كلها عل الآيفون، وتعتمد على الأشكال، نجد منهاSafari App وStamp App وDraw App، تساعد الأطفال على تذوق أسس علم الهندسة في المرحلة التي تسبق المدرسة، من خلال وضع المكعبات على جهاز آيباد ورؤية النتيجة على شاشته إن كان وضعها صحيح أم لا. وهي تطبيقات مجانية مع توفر تطبيق Christmas App بكلفة ١٩٩ دولار! 


بالتأكيد لا يقتصر الأمر على تطبيقات الأجهزة الذكية، فاليوم تتواجد العديد من الألعاب والأجهزة المخصصة للأطفال ذات أهداف تطبيقية وعملية، قد لا تتوافر دائماً في الأسواق المحلية ولكن مع توفر مواقع الإعلانات المجانية والمصغرة أصبح العثور على الأدوات والأجهزة المستعملة أسهل وأوفر بكثير.

بالتأكيد مع تواجد هذه التطبيقات بشكل أكبر بدأ قلق الأهل بالإنحسار من عجزهم عن العثور على ألعاب تشد اهتمام الطفل وتبعده عن الانغماس في مستنقع التلفزيون والفيديو، حيث يأخذ الطفل دور المتلقي السلبي دون أن يتفاعل، والإنعكاسات المحتملة على التطور الذهني والبدني السليم للطفل، خاصة ناحيتي السمع والنظر. فقد بدأت بعض شركات ألعاب الأطفال، بتصميم ألعاب جديدة على أجهزة آيفون وآيباد تعين الطفل على تعلم الأمكنة واللغات ومفاهيم الفيزياء أثناء ممارسة اللعب بأشياء ملموسة.


ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات